في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن فريق أبحاث أردني من حل إحدى أبرز المسائل الرياضية التي ظلت دون حل لأكثر من 70 عامًا، والمسألة التي تُعرف باسم “كل مجموعة بعيدة فريدة في فضاء هيلبرت هي مجموعة فردية” (Every Uniquely Remotal Set in a Hilbert Space is a Singleton) كانت قد طرحت لأول مرة في عام 1948، واستعصت على كبار العلماء منذ ذلك الحين. وقد نجح الفريق الأردني أخيرًا في تقديم الحل لهذه المسألة، مما يمثل نقلة نوعية في مجال الرياضيات النظرية.
واستطاع الفريق البحثي المكون من البروفيسور رشدي خليل من الجامعة الأردنية، والدكتور مأمون أبو حماد، والدكتور وسيم الشنطي من جامعة الزيتونة، والدكتور عبدالرحمن يوسف من الجامعة الأمريكية في الشارقة، بجهود جماعية أن يضع حدًا لمسألة استمرت لعقود طويلة، وقد تم قبول البحث في مجلة “European Journal of Pure and Applied Mathematics”، وهي مجلة علمية مرموقة مصنفة ضمن قاعدة بيانات “سكوبس” تحت تصنيف Q1، ما يعزز من مكانة البحث ويمثل اعترافًا عالميًا بهذا الإنجاز.
ما يزيد من أهمية هذا النجاح هو أنه يأتي في سياق سلسلة من الإنجازات التي حققها نفس الفريق، فقد تمكنوا سابقًا من حل مسألة الفضاء الفرعي الثابت في فضاء هيلبرت القابل للفصل (The Invariant Subspace Problem for Separable Hilbert Space)، وهي مسألة أخرى معقدة ظلت دون حل لأكثر من 80 عامًا، وبهذا الإنجاز يكون الفريق قد حل اثنتين من أصل ثلاث مسائل شهيرة في الرياضيات ظلت عالقة لسنوات طويلة.
كما يضاف إلى هذه النجاحات القصة الشهيرة لنظرية فيرما الأخيرة (Fermat’s Last Theorem)، التي تم حلها عام 1994 بواسطة العالم الأمريكي أندرو وايلز، بعد أكثر من 300 عام على طرحها، وعلى الرغم من أن الفريق الأردني لم يشارك في حلها، إلا أن إنجازاته في مجالات مشابهة تؤكد أن الأردن بات لاعبًا رئيسيًا في الساحة العالمية للبحث العلمي.
ويُعد هذا الإنجاز إضافة كبيرة إلى سجل البحث العلمي في الأردن، ويسهم في تعزيز مكانة المملكة العلمية على الصعيد الدولي، كما يعكس نجاح الجامعات الأردنية وقدرتها على تقديم حلول علمية لمشاكل معقدة كانت تعد مستعصية لسنوات طويلة، ما يفتح الأبواب أمام الجيل الجديد من الطلاب والباحثين لمواصلة هذا الزخم العلمي.
التعليقات