في خطوة استباقية تعكس حرص وزارة التربية والتعليم الأردنية على سلامة الطلبة والمعلمين قررت الوزارة إيقاف جميع الرحلات والزيارات المدرسية اعتبارًا من يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024 حتى مساء يوم السبت 2 نوفمبر 2024، وذلك نتيجة التوقعات الجوية غير المستقرة ويأتي هذا القرار بالتزامن مع خطط شاملة لتطوير المناهج المدرسية وإدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن منهاج “المهارات الرقمية” الجديد في إطار استراتيجية حديثة تهدف إلى تجهيز الجيل القادم بمهارات تكنولوجية تتماشى مع متطلبات المستقبل.
جدول المحتويات
إيقاف الرحلات المدرسية.. قرار استباقي لضمان السلامة
وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن قرارها بوقف جميع الأنشطة المدرسية الخارجية بما في ذلك الرحلات التي حصلت على موافقات مسبقة ويأتي هذا القرار كإجراء احترازي لحماية سلامة الطلبة والمعلمين نظرًا للأحوال الجوية المتوقعة التي قد تشكل خطرًا على تنقلات الطلبة ضمن أنشطة الرحلات الخارجية وبحسب بيانات صادرة عن الوزارة يأتي القرار بعد استشارة الجهات المختصة بالأرصاد الجوية التي أفادت بتوقعات أحوال طقس صعبة خلال الفترة المقررة.
تأثير القرار وتوجيهات الوزارة
ويؤثر قرار الإيقاف على جميع الأنشطة المدرسية المقررة بين 30 أكتوبر و2 نوفمبر ويتضمن توجيه الوزارة لإعادة جدولة الأنشطة بعد انقضاء هذه الفترة وفق تعليمات الرحلات المدرسية المعتادة وسيُستأنف تنظيم الرحلات بعد الثاني من نوفمبر بناءً على ظروف الطقس مما يعكس التزام الوزارة بالحفاظ على مصلحة الطلبة والمعلمين مع الالتزام بتهيئة البيئة التعليمية الآمنة.
تطوير المناهج التعليمية.. البرمجة والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية
من جهته؛ يتجه المركز الوطني لتطوير المناهج في الأردن إلى تحديث المناهج الدراسية بصورة شاملة حيث تم إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي كجزء من منهاج “المهارات الرقمية” المطور للصفوف السابع والتاسع والحادي عشر وتهدف هذه الخطوة إلى تقديم مناهج تعليمية متقدمة تُعد الطلبة لمواكبة تطورات العالم الرقمي مع تعزيز القدرات المعرفية والمهارات التكنولوجية.
وصرح عمر أبو غليون مدير المركز الوطني لتطوير المناهج، بأن تطوير منهاج “المهارات الرقمية” يمثل جزءًا من خطة شاملة تسعى إلى تقديم محتوى علمي متجدد لجميع الصفوف التعليمية ويُتوقع إصدار كتب محدثة للصفوف الثامن والعاشر والثاني عشر خلال العام القادم إلى جانب كتيبات تكاملية للصفوف الأول حتى السادس وتهدف هذه الخطة إلى تحسين مستوى التعليم الرقمي في الأردن وتقديم محتوى معرفي حديث يُعزز من مهارات الطلبة ويواكب التطورات التكنولوجية السريعة.
البرمجة والذكاء الاصطناعي في المناهج وتحسين جودة التعليم الرقمي
ويعد إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي كجزء من منهاج المهارات الرقمية، خطوة حاسمة لتطوير المناهج التعليمية الأردنية ويشمل المنهاج الجديد تعليم لغة البرمجة “بايثون” التي تعتبر من لغات البرمجة الرئيسية في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني كما يغطي المنهاج موضوعات متقدمة مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية مما يُعزز من مستوى التعليم التكنولوجي في المدارس الأردنية ويساهم في إعداد جيلٍ يتمتع بمهارات رقمية متقدمة.
دور التكنولوجيا والمهارات الرقمية في التعليم
تدريب المعلمين وضرورة للارتقاء بجودة التعليم
ولضمان جودة تدريس المواد الجديدة يقوم المركز الوطني لتطوير المناهج بتنظيم دورات تدريبية متخصصة للمعلمين في المهارات الرقمية والبرمجة هذه الدورات تُعد ضرورية لتزويد المعلمين بالأدوات والمعرفة المطلوبة لتقديم محتوى تكنولوجي حديث بطريقة فعالة كما ستشمل الكتب الجديدة أنشطة تعليمية تتكامل مع المواد الأخرى للصفوف من الأول إلى السادس ما يُساعد على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلبة منذ الصغر.
مناهج متكاملة للصفوف الابتدائية.. تقديم المعرفة التكنولوجية تدريجيًا
وتعتزم وزارة التربية والتعليم تقديم محتوى تكنولوجي مبسط للصفوف الابتدائية من خلال كتيبات تكاملية تتماشى مع المباحث الدراسية الأخرى وتهدف هذه الكتيبات إلى تقديم برمجيات حاسوبية بسيطة تُعزز من مهارات الطلبة التقنية دون إثقالهم بمفاهيم معقدة وتتناسب مع مستوى الفهم في المراحل الابتدائية بذلك يُصبح التعليم الرقمي جزءًا من تجربة الطلبة التعليمية منذ بداية مراحلهم الدراسية ما يُهيئهم لمراحل متقدمة من التعليم التكنولوجي.
التغير التكنولوجي وأهمية تطوير المناهج التعليمية
كما يشهد العالم تطورًا تكنولوجيًا متسارعًا وأصبح من الضروري أن تواكب المناهج الدراسية هذا التقدم يرى الخبير التربوي محمود مساد أن تطور محتوى المناهج من “الحاسوب” إلى “المهارات الرقمية” أمر طبيعي وضروري في ظل الحاجة المتزايدة للمهارات التكنولوجية المتقدمة وأكد مساد على أن هذه الخطوة تهدف إلى تزويد الطلبة بمهارات حديثة تمكّنهم من التعامل بفاعلية مع التغيرات التكنولوجية وتجعل الأردن في مركز ريادي في مجال التعليم الرقمي على مستوى المنطقة.
التعليم الرقمي.. خطوة نحو تمكين الطلبة لمستقبل أفضل
وتُمثل المناهج المطورة خطوة هامة نحو إعداد الطلبة للمستقبل حيث تُعزز مهارات التفكير النقدي والإبداعي والقدرة على حل المشكلات من خلال تقديم التعليم الرقمي بأسلوب حديث يتم إعداد جيل من الطلبة القادرين على التعامل مع متطلبات الحياة المهنية المستقبلية والتي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا كما يُعزز التعليم الرقمي من قدرة الطلبة على التفكير المنطقي وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات وهي مهارات أساسية في سوق العمل الحديث.
رؤية المركز الوطني لتطوير المناهج.. مستقبل التعليم الرقمي في الأردن
خطة شاملة لتطوير المناهج خلال العامين القادمين
كما يعمل المركز الوطني لتطوير المناهج على خطة شاملة تهدف إلى تحديث كتب المهارات الرقمية وتطويرها على مراحل بهدف تعزيز القدرات الرقمية للطلبة الأردنيين ومن المتوقع أن تستمر هذه الخطة خلال العامين القادمين حيث سيتم تدريجيًا إدراج المزيد من المواضيع المتقدمة مثل الأمن السيبراني وإنترنت الأشياء مما يُسهم في بناء بيئة تعليمية عصرية.
تطوير الكفاءات الوطنية.. بناء جيل يتمتع بالوعي التكنولوجي
ويسعى المركز الوطني لتطوير المناهج من خلال هذه الخطة الشاملة إلى تعزيز مكانة الأردن في مجال التعليم الرقمي حيث يعتبر أن تطوير مناهج تعليمية حديثة تركز على التكنولوجيا يُسهم في تحسين كفاءة الطلبة ومهاراتهم ويؤكد المركز أن تطوير المناهج يمثل استثمارًا في المستقبل حيث إن الطلبة الذين يمتلكون معرفة رقمية سيكونون في طليعة القوى العاملة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
التعليقات