مشروع تطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم في الأردن.. خطوة نحو بنية تحتية مستدامة وخدمات لوجستية متقدمة
شارع

تشهد المملكة الأردنية الهاشمية تحولاً نوعياً في البنية التحتية والخدمات العامة، وذلك ضمن مساعي الحكومة لتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي للسنوات 2023-2025، ومع نهاية الربع الثالث من العام الحالي، كشف تقرير صادر عن وحدة متابعة الأداء الحكومي في رئاسة الوزراء عن تقدم ملحوظ في عدة مشاريع حيوية تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتحسين الخدمات اللوجستية والنقل. ويأتي على رأس هذه المشاريع، مشروع تطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم، الذي يسعى إلى تقديم نموذج مبتكر لدعم تطوير البنية التحتية لقطاع النقل البري.

تطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم.. تحسينات في البنية التحتية وتطوير القطاع اللوجستي

يعد مشروع تطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم على طريق ممر عمان التنموي في مرحلته الأولى خطوة واعدة نحو تطوير قطاع النقل الأردني، وتحسين جودة البنية التحتية بطريقة تعزز من استدامة الموارد.

وبحسب التقرير، فقد تم إنجاز العديد من الدراسات الهيكلية والفنية والقانونية والمالية للمشروع، مما يشير إلى اقتراب تطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع، ويهدف هذا النظام إلى توفير تمويل مستدام لتطوير وصيانة الطرق الرئيسية، حيث سيتمكن مستخدمو الطريق من المساهمة في تغطية تكاليف الصيانة والتطوير، مما يوفر للدولة إيرادات إضافية تسهم في تحسين جودة الطرق وإطالة عمرها.

خطوات متقدمة في مشاريع النقل والبنية التحتية

تشمل المشاريع التطويرية الأخرى التي تشهد تقدماً ملحوظاً ضمن رؤية التحديث الاقتصادي مشروع تطوير شارع الملك عبدالله الثاني، حيث تم إحالة العطاء للاستشاري للقيام بأعمال الدراسات والتصاميم الهندسية اللازمة، ويمثل هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحسين شبكة الطرق الداخلية في المملكة، مما يسهل حركة المرور ويقلل من الازدحام المروري في المناطق الحيوية.

وفيما يتعلق بقطاع الخدمات اللوجستية، يبرز مشروع تحديث وتطوير برامج القائمة الذهبية والفضية، والذي يهدف إلى تعزيز كفاءة عمليات النقل والتجارة، وقد نجحت الجهات المعنية في رفع مكونات القائمة الذهبية على خوادم الـ “اسيكودا” التجريبية وإجراء الفحوصات التقنية عليها، مما يشير إلى اقتراب تفعيل هذا النظام على نطاق أوسع.

كما تم إعداد التصور المستقبلي لأكثر من 35 خدمة إضافية سيتم تفعيلها عبر منصة الموافقات والرخص المسبقة، مما يسهم في تسريع الإجراءات وتقليل المعوقات البيروقراطية التي قد تؤثر على سرعة النقل والتجارة.

تحسين جودة الحياة من خلال النقل العام المتطور

شهدت مشاريع النقل العام أيضًا تقدماً ملحوظاً، حيث تم إطلاق التشغيل التجريبي لحافلات التردد السريع بين عمان والزرقاء، والتي يصل عددها إلى 48 حافلة مع خطط لإضافة 20 حافلة أخرى مستقبلاً.

ويهدف هذا المشروع إلى توفير وسائل نقل مريحة وسريعة بين أهم المدن الأردنية، مما يقلل من الازدحام المروري ويعزز من جودة الحياة للمواطنين، ويعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تعزيز دور النقل العام في تخفيف الاعتماد على السيارات الخاصة، وتقليل التأثيرات البيئية الناتجة عن انبعاثات السيارات.

تطوير المراكز الشبابية والمنشآت الرياضية.. تمكين الشباب وضمان استدامة المنشآت

وتستمر الحكومة الأردنية في تطوير المراكز الشبابية والمنشآت الرياضية، والتي تلعب دوراً هاماً في تعزيز النشاطات الثقافية والرياضية، ومن بين هذه المشاريع، يأتي مركز شباب وشابات السلط الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 93%، إلى جانب مركز شباب بليلا في جرش بنسبة إنجاز بلغت 97%.

أما مركز شباب المنشية فقد تم إنجازه بالكامل، مما يوفر بيئة مميزة للشباب لممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، ويعكس هذا التوجه رغبة الحكومة في تعزيز دور الشباب وتقديم المزيد من الفرص لهم لممارسة أنشطتهم المفضلة، بما يسهم في تنمية المجتمع ويشجع على الابتكار والإبداع.

تعزيز العمل التطوعي عبر جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي

وأولى التقرير اهتماماً كبيراً بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي، والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في المجتمع الأردني، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الدورة الثانية للجائزة، حيث شملت عدة جلسات تعريفية وحملات توعية، وتهدف هذه الجائزة إلى دعم المبادرات التطوعية التي تخدم المجتمع، مما يشجع الأفراد والمؤسسات على المساهمة في تنمية المجتمع وبناء مستقبل أفضل، ويأتي هذا الاهتمام من منطلق إيمان الحكومة بأهمية العمل التطوعي في دعم التنمية الشاملة وتعزيز التكافل الاجتماعي.

مشاريع الفنون والثقافة: نشر الوعي الثقافي وتطوير المهارات الفنية

كما أظهرت الحكومة الأردنية، في مجال الفنون والثقافة، اهتماماً بتطوير المهارات الفنية، حيث تم استحداث مراكز تدريبية في مختلف المحافظات لتدريب الشباب وتطوير مواهبهم الفنية، كما تم تنفيذ ما يقارب 399 فعالية ثقافية بالتعاون مع المؤسسات المحلية، مما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الفنون المحلية.

وأطلقت الحكومة مسارات ثقافية جديدة في مواقع تاريخية مثل مكاور وجرش، مما يعزز من التراث الثقافي ويشجع على السياحة الداخلية، وتعكس هذه المشاريع رؤية الحكومة في تحقيق تنمية شاملة تشمل الثقافة والفنون، حيث يُعتبر هذا القطاع جزءاً أساسياً من هوية المجتمع.

التنمية الحضرية والتخطيط الشمولي.. نهج مستدام للمدن الأردنية

وفي قطاع التنمية الحضرية، أطلق الأردن مشروع المخطط الشمولي الجديد لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حيث يسعى إلى تطوير هذه المنطقة الاقتصادية الحيوية وتحديث بنيتها التحتية بما يتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة، ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الحكومة لتطوير المدن الأردنية وتحقيق تخطيط عمراني حديث يدعم الاقتصاد الوطني.

على صعيد آخر، تم تأجيل مشروع إنشاء الحدائق الترفيهية الصديقة للبيئة في المحافظات إلى حين استكمال المواصفات الفنية، مما يؤكد التزام الحكومة بضمان الجودة والاستدامة في المشاريع التي تطلقها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *