بين البحث عن الرفقة ودوافع نفسية جديدة.. ازدهار غير مسبوق في تربية الحيوانات الأليفة بالأردن
تربية كلب أليف

في شوارع عمان وأحيائها، يتجول الأردنيون ويلاحظون بشكل غير مسبوق زيادة عدد محال بيع الحيوانات الأليفة ومستلزماتها، وكأن المدن بدأت تعج برفقاء جدد للناس، زادت أعدادهم تدريجيًا مع تحول مجتمعي دفعه الوباء نحو تربية الحيوانات في المنازل، وتغيرت عادات كثير من الناس خلال جائحة كورونا، فالعزلة ووقت الفراغ الواسع دفعا الكثيرين إلى البحث عن رفقة تسهم في تخفيف وطأة الأيام الطويلة، وجاءت الحيوانات الأليفة، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، مما أدى إلى انتعاش ملحوظ في أسواق مستلزمات الحيوانات في الأردن.

توسع ملحوظ في محال بيع الحيوانات الأليفة

في وسط العاصمة عمان، لا يتطلب الأمر أكثر من جولة قصيرة لملاحظة الانتشار المتزايد لمحال بيع الحيوانات الأليفة، فالواجهات المزينة بالأقفاص وألعاب الحيوانات تبدو ملفتة لمن يمر بالقرب منها. يقول سامح الفقيه، أمين سر نقابة الأطباء البيطريين، إن التوسع لم يقتصر على محال بيع الحيوانات فحسب، بل شمل كذلك عيادات البيطرة التي ارتفع عددها من 10 عيادات مرخصة في عام 2012 إلى 100 عيادة في العام الحالي، ويصف هذا التوسع بـ”التغير المجتمعي الواضح”، حيث فرضت جائحة كورونا هذا التحول على مستوى العالم، وأثر في ثقافة الناس حول تربية الحيوانات الأليفة.

الفقيه يضيف: “العزلة والفراغ الطويل خلال فترة الحجر دفعت العديد من الأفراد والعائلات إلى البحث عن رفقة تمنحهم الشعور بالألفة والمتعة، وأدت الحيوانات الأليفة هذا الدور بجدارة، مما جعلها جزءًا من حياة الناس اليومية.”

دوافع تربوية وإنسانية ونفسية لتربية الحيوانات

يؤكد صاحب أحد محال بيع الحيوانات الأليفة في عمان أن التوجه نحو تربية الحيوانات ليس مجرد موضة، بل هو رغبة نابعة من دوافع مختلفة، تتراوح بين الرغبة في الترفيه والحاجة إلى الرفقة.

ويشير إلى أن عدد زبائنه ازداد بشكل ملحوظ بعد الجائحة، وأن كثيرًا من هؤلاء الزبائن يبحثون عن الحيوانات لتكون جزءًا من عائلاتهم، مما يؤكد على تحول الحيوانات الأليفة إلى رفقاء حقيقيين، وليس مجرد كائنات للتسلية.

وفي تفسير لهذه الظاهرة، يقول الفقيه إن الدوافع تتوزع بين الترفيه والإنسانية والدعم النفسي، فقد أظهرت الأبحاث أن تربية الحيوانات تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر، خاصة لأولئك الذين يعانون من الضغوط اليومية. أصبح الناس يجدون في تربية الحيوانات منفذًا للهدوء والاسترخاء، وهو ما يدعم تنامي هذا التوجه بصورة متسارعة.

تربية النباتات النهرية بديلاً عن الحيوانات الأليفة

إلى جانب الحيوانات، شهدت تربية النباتات النهرية إقبالًا ملحوظًا، خاصةً من قبل أولئك الذين لا يميلون إلى تربية الحيوانات. عمار الزعبي، صاحب محل لبيع النباتات النهرية، يوضح أن هناك شريحة كبيرة من الأشخاص الذين وجدوا في تربية النباتات متنفسًا طبيعيًا، إذ تعطي النباتات شعورًا بالراحة وتضفي لمسة من الجمال الطبيعي على المنازل.

ويقول الزعبي: «تربية النباتات تضيف للمنازل منظراً مأخوذاً من أعماق البحار، وهو ما يعطي إحساسًا بالاسترخاء، فكثيرون يفضلون الهدوء الذي تخلقه النباتات دون الحاجة لرعاية يومية مكثفة كالتي تتطلبها الحيوانات».

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *