في صباح يوم عادي، وفي مدرسة ابتدائية هادئة بمنطقة ماعين في محافظة مادبا، لم يكن أحد يتوقع أن تنقلب الأجواء إلى مأساة مفجعة ستظل عالقة في الأذهان لوقت طويل، وكان الطلاب قد بدأوا يومهم المدرسي كالمعتاد، وضحكاتهم تملأ الأرجاء، والأجواء تعج بالحيوية التي ترافق الصغار حين يتجمعون مع زملائهم وأصدقائهم في حرم المدرسة، ولكن وسط هذه الأجواء الطفولية البريئة، كانت الأقدار تخبئ مأساة لا يتوقعها أحد.
جدول المحتويات
اللحظة المأساوية.. اصطدام قاتل
على الجانب الآخر من باب المدرسة، كان أحد المعلمين يتجه بسيارته نحو المدخل. ربما كان المعلم في عجلة من أمره، ربما كان يريد الوصول إلى موقف السيارات بأسرع ما يمكن، أو ربما كان يظن أنه يستطيع التحكم في السيارة بشكل كامل، ولكن ما حدث في تلك اللحظات القليلة كان أسرع من أن يُدرك أو يُتدارك، فقد فقدت السيارة السيطرة، وصدمت باب المدرسة الحديدي الضخم. كانت الصدمة قوية بما يكفي لتزعزع ثبات الباب وتهوي به نحو الأسفل.
الصراخ والصمت.. مشهد لا يُنسى
لحظات مرعبة، أصوات صراخ وارتطام، وصمت ثقيل يعقبها. في تلك الثواني الموجعة، سقط الباب على الطفلين ريان وليث، وحين هرع المعلمون والطلاب الآخرون صوب مصدر الصوت، كانت المشاهد أمامهم أشبه بكابوس لا يمكن تصديقه، والأطفال الذين قبل لحظات كانوا يبتسمون ويتحدثون تحولوا إلى ضحيتين، محطمين تحت ثقل الباب الحديدي.
جهود الإنقاذ والأمل المفقود
وصلت طواقم الإسعاف بسرعة، وبدأت جهود الإنقاذ وسط حالة من الهلع والذهول. تم نقل ريان وليث على وجه السرعة إلى مستشفى النديم الحكومي، فيما كان الجميع يأمل في حدوث معجزة تعيد الحياة إلى هذين الصغيرين، ولكن القدر كان قد قال كلمته، وأُعلن في المستشفى عن وفاة الطالبين، تاركاً المجتمع بأسره في حالة من الصدمة والحزن.
تصريحات مدير التربية والتعليم في مادبا
مدير التربية والتعليم في مادبا، الدكتور يوسف أبو الخيل، الذي كان مذهولاً مثل الجميع، أدلى بتصريح مفاده أن المعلم لم يكن يقصد بالطبع إلحاق الضرر، بل كانت حادثة غير متوقعة أسفرت عن هذه الفاجعة. وأوضح أن السيارة قد اصطدمت بالباب، مما أدى إلى سقوطه على الطفلين في لحظة غير قابلة للتراجع.، وهذه اللحظة التي حولت يومًا مدرسيًا عاديًا إلى مأساة ستظل محفورة في الذاكرة.
ألم المجتمع وتحقيقات الشرطة
لم يكن فقط المجتمع المحلي هو الذي اهتز بفعل هذه الحادثة، بل كل من سمع الخبر شعر بالحزن العميق والأسى، وكان الطالبان ريان وليث في عمر الزهور، من مواليد عام 2017، وكان مستقبلهما ما زال أمامهما ليكتشفا العالم بخطوات صغيرة وأحلام بريئة. لكن هذه الأحلام توقفت فجأة.
التحقيقات المستمرة والأسئلة الصعبة
وقال مصدر أمني إنه تم فتح تحقيق مروري للوقوف على ملابسات الحادث، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الكارثة، ومن المقرر أن يُستكمل التحقيق مع المعلم، مع دراسة كل ما يمكن فعله لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع مستقبلاً، فالجميع من أولياء الأمور إلى المعلمين وإدارة المدرسة، يبحثون عن إجابات، عن أي شيء يمكنه أن يخفف الألم أو يمنع مثل هذه المأساة من الحدوث مرة أخرى.
وداع مؤلم وذكريات لن تُنسى
اليوم، لا تزال ذكريات ذلك الصباح عالقة، والدموع لا تزال تُذرف على ريان وليث، الطفلين اللذين غادرا الحياة قبل أوانهما، تاركين خلفهما عائلات مكلومة ومدرسة لن تكون كما كانت.
التعليقات